التسرب المدرسي
-
المقدمة:
الظواهر الاجتماعية هي الحوادث أو الحالات التي تحدث في المجتمع وتؤثر على الأفراد والمجموعات. تشمل هذه الظواهر العديد من الجوانب، منها الثقافة، والتفاعلات الاجتماعية، والتغييرات في السلوكيات، والتأثيرات الاقتصادية، والتطورات التكنولوجية، والتغيرات الديموغرافية.
-
تعريف التسرب المدرسي:
يعتبر التسرب المدرسي ومايترتب عليه من منعكسات سلبية على الطالب نفسه وعلى أسرته وعلى المجتمع بشكل عام أحد أبرز المشاكل التي تعاني منها الأنظمة التعليمية في جميع دول العالم .
يعرف التسرب المدرسي أنه خروج الطالب من المرحلة التعليمية قبل انهائها والإنقطاع عنها لفترات طويلة أو عدم العودة لها والإهتمام بها. وهذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في جميع دول العالم وخاصة في دولنا العربية ولها تأثيرها السلبي على بناء وتطور المجتمع. فيصبح المجتمع الواحد خليط بين فئتين المتعلمة والامية.
-
أسباب التسرب المدرسي:
تختلف الأسباب التي تؤدي الى التسرب المدرسي من بيئة الى أخرى, إلا أن عواقبه متشابهة سواءً على الطالب والأهل والمجتمع
فيما يلي بعض الأسباب التي تزيد من ظاهرة التسرب المدرسي:
- تدني التحصيل العلمي: يعتبر تدني التحصيل العلمي لدى الطالب والصعوبات التعليمية التي يواجهها منها الرسوب المتكرر والتقصير في الدراسة وصعوبة تلقي المعلومات أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى التسرب المدرسي.
- عمالة الأطفال: إنّ سوء الأحوال الاقتصادية يدفع الكثير من الأهالي إلى استغلال أبنائهم ودفعهم إلى العمل بدلاً من إعطائهم حقهم في التعليم. هذا الأمر لا يقتصر على حرمان الأطفال من حقهم في التعليم فحسب، وإنما يجبرهم أيضاً على أداء مهن شاقة كونهم لا يمتلكون شهادة وهذه المهن لا تتناسب مع قدراتهم وأعمارهم.
- الزواج المبكر: يعد الزواج المبكر من المشاكل الموجودة والمنتشرة في مجتمعنا العربي يعود هذا الأمر لضيق الحالة الإقتصادية أو بسبب موروثات ثقافية وإجتماعية.
- الرسوم الدراسية باهظة الثمن: تؤدي رسوم وتكاليف الدراسة إلى زيادة العبء المادي على الأسرة والطالب وخصوصاً العائلات الفقيرة.
- نقص اللوازم المدرسية: لا تستطيع بعض العائلات تأمين وتوفير المستلزمات المدرسية لأولادها من كتب وقرطاسية وزي مدرسي …
- الإهمال من قبل المدرسة: ذلك من خلال عدم إكتراث المدرسين والإدارة لأمر الطالب بشكل كبير وخصوصاً في المدارس الحكومية.
- المشاكل الصحية: يعتمد التسرّب على مرض الطفل نفسه، فالأطفال الذين يعانون من الأمراض يضطروّن للغياب عن المدرسة بشكلٍ متكرر للعلاج. ممّا يؤثر على قدرتهم على التعلم وعلى أدائهم في المدرسة، فقد يصعب عليهم فهم ومتابعة ما يتراكم عليهم من مهمّات وواجبات مدرسية. وأحياناً قد تمنع بعض الأمراض الخطيرة الطفل من الذهاب للمدرسة على الإطلاق، ومن جهةٍ أخرى في حال مرض أحد الوالدين.
- ضعف وقلة وعي أولاياء الأمور بأهمية التعليم وضرورته.
- تمييزبعض المعلمين لبعض الطلاب على حساب الطلاب الاخرون بكافة أنواعه.
-
آثار التسرب المدرسي:
يترك التسرب المدرسي آثاراً وبصمات سلبية على المجتمع, من هذه الآثار:
- إرتفاع نسبة البطالة والأمية في المجتمع: يؤدي التسرب المدرسي الى غرق المجتمع في الجهل والأمية وقلة وجود فرص العمل.
- ابتعاد الأطفال عن الجو المدرسيّ يجعلهم محصورين ببيئة منغلقة ممّا يؤدي إلى نشوء أفراد متعصبين غير متقبلين للآخرين.
- وجود ثقافة خاصة بين المتسربين مختلفة عن ثقافة المجتمع: إذا تركت فئة المتسربين دون رعاية وعناية فإنه يتشكل فيما بين أفرادها ثقافة فرعية خاصة مخالفة لثقافة المجتمع وخارجة على القانون والعرف الاجتماعي، خصوصاً وأن هذه الفئة تتسم بالميل إلى العبث والاستهتار بممتلكات الوطن ومكتسباته، وتسعى إلى لفت انتباه المجتمع نحوها عن طريق التخريب وتداول مفردات لغوية يرفضها الذوق العام، والمجاهرة بالخروج على الأدب العام والمخالفات المرفوضة المتكررة، وعدم احترام مشاعر الآخرين. كما أن هؤلاء الأطفال لا يعرفون معنى الجماعة، لذا فإنهم عادة لا يأبهون بما يحدث داخل الحي أو لا ينتمون للمجتمع الذي يعيشون فيه.
- تحول المتسرب إلى فئة العاطلين عن العمل أو المجرمين: إن غالبية الطلبة المتسربين الذين ينحدرون من أسر فقيرة يتحولون تدريجياً إلى فئة العاطلين عن العمل، أو إلى الفئة التي تعمل في الأعمال اليدوية غير الماهرة، أو الوظائف قليلة الدخل، مما يؤدي بهم إلى عالم الجريمة كحل لمشاكلهم الاقتصادية.
- ضعف البنية الإقتصادية: يؤثر التسرب على الإقتصاد من خلال تقليل القوى واليد العاملة المؤهلة والكفوءة.
-
الحلول المقترحة للحد من ظاهرة التسرب المدرسي:
من أجل التغلب على آثار التسرب المدرسي، يجب أن تكون الجهود متكاملة على جميع المستويات الفردية والمجتمعية والحكومية.
هذه بعض الحلول التي يمكن للآباء والأبناء والمجتمع اتخاذها:
- متابعة المعلمين لجميع الطلاب بنفس الإهتمام وعدم التفرقة بينهم
- إنشاء برامج تعليمية صيفية: قد تسبب العطلة الصيفية للطلاب نسيانا لبعض المهارات والمعارف التي اكتسبوها خلال العام الدراسي.فاللجوء الى البرامج التعليمية الصيفية يعزز معلوماته ويرمم النقص الذي فاته ويهيأه للسنة الدراسية المقبلة.
- التطوير المستمر للجوانب التعليمية المختلفة كالمعلم والإدارة والمنهج والمحتوي الدراسي, وطرق التدريس والبيئة المدرسية, وطرق التقويم والامتحانات.
- الإهتمام بالإرشاد والتوجيه النفسي والتربوي للطالب
- توعية الأهل وتثقيفهم بأهمية وضرورة العلم ومخاطر التسرب المدرسي
- تفعيل الإتصال والتواصل بين الأهل والمدرسة من خلال تنظيم مجالس الآباء.
- في حال واجه الطفل مشاكل في التأقلم مع المدرسة، ابحث عن مدارس أخرى قد تكون مناسبة لابنك بشكل افضل.
- وضع خطة للدراسة: ضع جدولًا دراسيًا والتزم به. كما يقول باتيل “الانضباط ، وليس الذكاء ، هو مفتاح النجاح ، والعمل الجاد يتفوق على المواهب عندما ترفض الموهبة العمل الجاد.” “شكل مجموعات دراسية و أحط نفسك بأفراد يشابهوك في التفكير “.
- طلب المساعدة: يجب ألا يخاف الطالب من طلب المساعدة إذا احتاج اليها بغض النظر عن المشكلة التي يواجهها.
-
الخاتمة:
تشكل ظاهرة التسرب المدرسي خطراً كبيراً على المجتمع وإهداراً للطاقات البشرية. لذا فإن مكافحة التسرب المدرسي تعد تحديًا هامًا لبناء مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات.
المصادر:
- مجلة الشامل للعلوم التربوية والإجتماعية
- موقع موضوع
- عيسوي، عبد الرحمن، سيكولوجية الجنوح، ط١، دار النهضة العربية، لبنان، ١٩٨٤.
- بشارات، رولا، الإطار العام لبرنامج الثقافة للمتسربين، ورقة عمل بالتعاون مع مؤسسة كويست سكوب للتنمية الاجتماعية في الشرق الأوسط، عمان، الأردن، ٢٠٠٥
- إضاءات تربوية